كيفية زراعة زهرة التوليب: دليلك الشامل

تنتمي زهرة التوليب إلى مملكة النباتات، وعائلة الزنبق، وجنس توليبا، وهي من أكثر الأزهار الشعبية انتشارًا، إذ تتواجد بحوالي 100 نوع حول العالم، ويمتد موطنها الأصلي من أُوراسيا من النمسا وإيطاليا حتى اليابان شرقًا، ويُمكن أنّ تنمو في البرية وتحديدًا مناطق شمال إفريقيا وجنوب أوروبا، وتتكون زهرة التوليب من مجموعة بُصيلات مُنتفخة تحتوي على العديد من بذور الزهرة، كما تتكون من ورقتين أو ثلاث تظهر باللون الأخضر المُزرق ومُتجمّعة حول قاعدة الزهرة، ويعود السبب في تسمية زهرة التوليب بهذا الاسم إلى السلاطين الأتراك الذين بدأوا بوضع هذه الزهرة على عماماتهم، فكلمة توليب تعني العمامة ومن هنا أخذت اسمها.^[١][٢]

طرق زراعة زهرة التوليب

الزراعة في الحديقة

تتم زراعة زهرة التوليب في الحدائق على شكل مجموعات في صفوف، وذلك عن طريق حفر دوائر داخل التربة بعمقٍ جيد يصل حتى 15 سم، بعد ذلك يتم خلط التربة قبل الزراعة بأسمدة عضوية مُفيدة، ثم يتم غرس البُصيلات داخل التربة، مع ترك مسافة 2.5 سم بين كلّ شتلة وأُخرى، حيث يُمكن زراعتها بالقرب بعضها البعض، بعد ذلك تتم سقاية مكان البُصيلة بماءٍ وفير ومن ثم تغطيتها مرةً أُخرى بتربة ممزوجة بسماد عضوي، ويتم عادةً وضع القليل من الحصى أو النشارة لتمييز مكان زراعة الزهرة.^[٣]

الزراعة في الخندق

يتم استخدام هذه الطريقة في حال كان الهدف من زراعة زهرة التوليب هو جمع الأزهار، وذلك عن طريق إقامة خندق بعرض يبلغ 90 سم، وعمق مقداره 15 سم أو زراعتها في صفوف، ويتم بعدها جمع كافة مُخلفات الحفر في جهة واحدة، ثم تنعيم القاع عن طريق نثر مجموعة من السماد وحرقه، وبعدها يتم وضع البُصيلات داخل التربة، ثم يتم ريّها بكمية وافرة من الماء لضمان نمو قوي للجذور، وتغطية مكان الزراعة بـ 2.5-5 سم من السماد العضوي.^[٤]

الزراعة في صناديق

يتم استخدام هذه الطريقة من أجل زراعة أزهار التوليب في فصل الشتاء قبل موسم الإزهار الطبيعي، حيث تتم زراعتها في الداخل وتأمين بيئة دافئة لها، لكن هذه الطريقة تحتاج إلى دقة عالية لضمان نجاحها.^[٥]

عوامل تُساعد على نمو زهرة التوليب

هنالك بعض العوامل التي تُساعد على نمو زهرة التوليب بالشكل المثالي، ومنها ما يلي:^[٦][٧]

• أشعة الشمس: حيث يجب أن تزرع في مكان تصله شمس ما بعد الظهيرة أو شمس الصباح، والابتعاد عن أشعة الشمس المباشرة.
• التربة: يجب أن تكون التربة جيدة التصريف، وعند زراعة الزهرة يُفضل القيام بحفر التربة حتى 25 سم.
• المساحة: يجب اختيار المساحات الكبيرة للزراعة؛ لأنّ زهرة التوليب لا ترغب المناطق الضيقة.
• السماد: يفصل وضع السماد العضوي المتوازن القابل للذوبان للمساعدة في نمو الزهرة.

الأنواع الأنسب للزراعة المنزلية

هنالك أنواع مُختلفة لزراعة زهرة التوليب، ومنها ما يلي:^[٨]

• داروين هايبرد توليب: يظهر هذا نوع في أوائل فصل الربيع، وهو من أكثر الأنواع قوة، كما أن ألوانه زاهية، حيث يصل طول هذه الأزهار حتى 45-60 سم، ويمتاز بأزهاره الكبيرة والتي يصل حجمها حتى 15 سم تقريبًا.
• الإمبراطور توليب: يمتاز هذا النوع بكبر حجم الزهرة والذي قد يصل حتى 12 سم، كما يتراوح طولها حتى 10-14 سم، وتتميز بألوانها الزاهية.
• التوليب المُهذب: يصل طول هذه الأزهار حتى 30-40 سم، وتزدهر خلال مُنتصف فصل الربيع إلى آخره.
• التوليب الببغاء: تكون أشكال بتلات هذا النوع كأوراق مُمزقة ذات حواف مُجعدة، ويتراوح طولها ما بين 45-55 سم، وغالبًا ما يحتاج هذا النوع إلى العناية الفائقة.
• التوليب البرّي: تمتاز هذه الأزهار بقوتها وتحملها لكافة الظروف، كما أنّها من الأنواع الأكثر انتشارًا، وهي مُتعددة الألوان.

ريّ زهرة التوليب

مواعيد الريّ

تتم عملية ريّ زهرة التوليب فور زراعتها، وذلك بنقع المنطقة بالكثير من المياه، إذ إنّه في الشهر الأول بعد إتمام عملية الزراعة يتم ريّها مرة واحدة أسبوعيًا، وبعد مرور الشهر تُترك الزهرة حتى فصل الربيع لبدء الإزهار، وتتم العودة لريّ الزهرة في فصل الربيع بعد بدء ظهور الأوراق.^[٩]

طرق الريّ

يتم عادةً الاعتماد على الأمطار الطبيعية لريّ أزهار التوليب؛ وذلك لكونها من الأزهار التي تُفضل الجفاف، حيث يجب أنّ يكون الهطول المطري كافٍ للزهرة خلال فصل الربيع، وفي بعض الأحيان تحتاج الزهرة إلى مياه الينابيع في حال نقصت كمية المياه، وبشكل عام تُعد أنظمة الريّ المُتبعة حديثُا من الطرق التي تُسبب وفاة الأزهار، لذا لا يُنصح بها، إذ يجب المُحافظة على جفاف الزهرة خلال فترة السكون الصيفي.^[١٠]

كميات الريّ

إنّ كمية ريّ زهرة التوليب محدودة جدًا لكونها من الأزهار التي تُفضل الجفاف، حيث يُمكن أنّ نُحافظ على رطوبة التربة عن طريق الاعتماد على مياه الأمطار إلى أنّ تتم عملية الإزهار، وفي حال بدأت الأوراق بالظهور تتم سقاية الزهرة بمقدار نصف بوصة تحت الأرض.^[١١]

معلومات أُخرى عن زراعة زهرة التوليب

كيفية استخلاص بذور زهرة التوليب وتهيئتها للزراعة

تتواجد بذور زهرة التوليب داخل بذرة الزهرة والتي تتكون نتيجة حدوث عملية التلقيح، حيث يتم انتظار موت زهرة التوليب لاستخراج بذور الزهرة من قرنيتها، ويتم الاحتفاظ بها والعمل على إعادة زراعتها في الخريف المُقبل، حيث إنّه عند تحول القرنية للون البني وتتشقق، تُصبح البذور مُتاحة لاستخراجها.^[١٢]

الأوقات الأنسب لزراعة زهرة التوليب

إنّ الوقت الأفضل لزراعة بذور زهرة التوليب هو في فصل الخريف، وذلك عندما تتراوح درجات حرارة التربة ما بين 40-50 درجة فهرنهايت؛ لأنّ البرد يُساعد الزهرة على تكوين جذور قوية، وإذا كانت المنطقة المُراد الزراعة بداخلها منطقة دافئة يُفضل العمل على تبريد البذور قبل زراعتها، وذلك بوضعها داخل كيس في الثلاجة بعيدًا عن الخضراوات والفواكه لمدة ستة أسابيع تقريبًا، وفي حال مجيء فصل الربيع يُفضل العمل على زراعتها قبل ارتفاع درجات الحرارة.^[١٣]

الخصائص التربة المُناسبة لزراعة زهرة التوليب

إنّ أفضل أنواع التربة التي تُساعد على نمو زهرة التوليب بشكل مثالي هي التربة جيدة التصريف وذات رطوبة طبيعية، ويجب الابتعاد عن التربة التي تمنع تصريف المياه وتُسبب ركودها؛ وذلك لتجنب عفن الجذور، وإذا كانت التربة طينية متراصة يتم خلطها مع الحصى أو الرمل أو نشارة الأوراق لجعلها هشة ومُفككة، بالإضافة إلى أنّ حموضة التربة يُفضل أنّ تكون حامضية قليلًا إلى مُعتدلة، والرقم الهيدروجيني يتراوح ما بين 6-7.^[١٤]

أسمدة تُحفز نمو زهرة التوليب

يُفضل عادةً العمل على تسميد تربة زهرة التوليب عن طريق رشّها ووضعه على سطح التربة، ولا يُفضل وضعه داخل التربة؛ لأنّه يُسبب حرق الجذور وموتها، ويُفضل أنّ تكون الأسمدة من نوع بطيء التحرر للمواد الغذائية حتى تستطيع الزهرة تناولها على فترة طويلة، وتتم عملية التسميد مرة واحدة في السنة وفي فصل الخريف، كما أنّ عملية تسميد تربة الزهرة بشكل صحيح يُساعد على استمرار نموها طوال فصل الشتاء والعودة في الموسم القادم.^[١٥]

كيفية حصاد نبات زهرة التوليب

تعتمد عملية حصاد زهرة التوليب على مدى الرضى عن ألوان الزهور الناتجة، ولتتم العملية الحصاد بالشكلِ الصحيح تُقطع بزاوية 45 درجة؛ وذلك لتمكين السطح من امتصاص أكبر قدر مُمكن من الرطوبة، ويتم قطع الأزهار بسيقانها دون الأوراق، وبعد ذلك يُفضل وضعها داخل مزهرية طويلة تعمل على دعم الزهرة، كما يجب تغيير مياه الزهرة بشكل مُستمر لكون الزهرة بعد حصادها تستمر في النمو.^[١٦]

الأمراض التي قد تُصيب زهرة التوليب وعلاجها

الأمراض

هنالك بعض الأمراض التي تؤثر على نمو زهرة التوليب، ومن أهمها:^[١٧]

• البزاق أو الحلزون: يكثر وجود هذه الحشرات في البيئات الرطبة، وعدم التصريف الجيد للمياه داخل التربة.
• الدودة السلكية: وهي نوع من أنواع الخنافس التي تتواجد على شكل يرقات، تتغذى على أزهار التوليب وتؤدي إلى موتها، وفي بعض الأحيان تنتشر في تربة الزهرة وتبدأ بالتغذي على جذورها وبالتالي موتها.
• فيروسات الفُسيفساء: تعد إحدى أنواع الفيروسات التي تنتقل بين النباتات الزراعية عن طريق الحشرات.
• الغزلان والسناجب: تقوم الغزلان بتناول أزهار التوليب فور إزهارها، وتقوم السناجب بتناول البُصيلات تحت سطح الأرض.^[١٨]

العلاج

من أجل تقليل أضرار الآفات التي قد تُسيطر على زهرة التوليب، يجب العمل على السيطرة على الآفات الفردية وإزالتها باستمرار أو توجيه تيار مائي خفيف على الأماكن المُصابة، ولكنّ إذا كان الضرر كبيرًا يُفضل العمل على استخدام المُبيدات الحشرية أو الزيوت المُعالجة كزيت النيم، بالإضافة إلى الحرص الدائم على تصريف المياه الزائدة وتجنب ركودها، كما يجب إزالة الأعشاب الضارة باستمرار ومُحاولة تربية الطيور والحشرات المُفيدة، بالإضافة إلى تنمية الزهور الربيعية المليئة بالرحيق.^[١٩]

نصائح للعناية بزهرة التوليب

هنالك عدد من النصائح التي يجب اتباعها للعناية بزهرة التوليب، وهي:^[٢٠]

• يجب العمل على حماية أزهار التوليب من الرياح القوية؛ وذلك لكونها من الزهور طويلة الساق.
• يجب ريّ الزهرة بشكل مُباشر بعد عملية الزراعة وبكمية كبيرة؛ لأنّ ذلك يُحفز الجذور على النمو بقوة.
• تُعتبر البُصيلات مصادر تخزين لغذاء الزهرة، حيث تتناول الزهرة غذاءها منها طوال فترة النمو.
• تعد الفئران من الكائنات الحية التي تُهدد حياة زهرة التوليب، لذا يُفضل العمل على إقامة سياج شائك حول المحصول وتثبيته عن طريق ثقوب داخل التربة، وإذا لم تتم السيطرة عليها يمكن زراعة البُصيلات داخل أقفاص بأسلاك مدفونة وبعيدة عن الفئران.