ما هي طريقة زراعة البطاطس في الأرض الطينية؟

التربة الطينية (بالإنجليزية: Clay Soil)، المُسمية أيضًا بالتربة الثقيلة، هي تربة مكونة من جزيئات معدنية دقيقة جدًا، والقليل من المواد العضوية، والتي تتشكل على مدى فترات طويلة من الزمن، والتربة الطينية معروفة بافتقارها إلى التصريف الجيد، وهي من أنواع التربة التي يمكن استخدامها لزراعة عدد من المحاصيل، والتي منها البطاطس، غير أن هناك عددًا من الإجراءات التي يتم القيام بها لتهيئة التربة الطينية لزراعة البطاطس، ويُهدف من هذه الإجراءات تفكيكها، ومنع تماسكها وجفافها، بالشكل الذي يمنع وصول المواد العناصر الغذائية والماء إلى محصول البطاطس، وفيما يلي،^[١][٢] استعراض لهذه الإجراءات:^[٣][٤]

تفكيك التربة الطينية

تتميز التربة الطينية بأنها متكتلة، وتصبح صلبة مثل الصخور عندما تجف، مما يُصعّب استخدامها في الزراعة، كما أنّ محاولة زراعة البطاطس في التربة الطينية قد يؤدي إلى إصابة المحصول بالعفن بسبب افتقارها إلى التصريف الجيد للمياه، ولهذا فإنّ أول إجراء من إجراءات زراعة البطاطس في الأرض الطينية يتمثل في تفتيت/تفكيك هذه التربة، وجعلها ملائمة لنمو محصول البطاطس، من خلال تزويد التربة بإضافات، مثل السماد العضوي المنزلي، وسماد المزرعة، والتربة الطفالية/التربة المزيجية (بالإنجليزية: Loamy soil)، والرمل الخشن، وأوراق الأشجار، والقش.

قياس حموضة التربة

الرقم الأمثل لحموضة التربة، أو الرقم الهيدروجيني للتربة (بالإنجليزية: Soil pH)، الذي يُعد الأنسب لزراعة البطاطس، يمكن أن يكون 5.5 أو 6.0، غير أن التربة الطينية قلوية بطبيعتها، لأنّ الرقم الهيدروجيني الخاص بها يعطيها درجة حموضة مرتفعة، تتراوح من 8.0 إلى 10.0، وهذا الرقم يُصعب من زراعة البطاطس فيها، ولهذا، قبل زراعة محصول البطاطس في التربة الطينية، يجب قياس الرقم الهيدروجيني الخاص بها، وبناءً على النتائج، يتم تعديل التربة لجعل الرقم مناسبًا لزراعة محصول البطاطس، ومن الأمثلة على المواد التي تُضاف إلى التربة الطينية لخفض درجة حموضتها: الكبريت العنصري (elemental sulfur)، وكبريتات الحديد، والخل، والقهوة، ورماد الخشب، وعند إضافة هذه المواد إلى التربة الطينية، يجب أن تكون إضافتها على دفعات، ويُنصح بدء ذلك في فصل الخريف الذي يسبق الزراعة، حتى تكون الإضافات فعالة، كما من المهم قياس حموضة التربة بعد إضافة مثل هذه المواد لها.

التأكد من فعالية الصرف

قبل زراعة محصول البطاطس في الأرض الطينية، يجب التحقق من، وإصلاح، المصارف الزراعية في المكان الذي ستتم فيه زراعة المحصول، وذلك لأن التربة الطينية تحتفظ بالمياه، ويتمثل الهدف من التأكد من فعالية الصرف في تجنب تجمع المياه الراكدة في منطقة الزراعة، والتي يُسبب تجمعها تعطيلاً في نمو محصول البطاطس، ومن الإجراءات الأخرى المتعلقة بالحد من تأثير افتقار التربة الطينية للتصريف الجيد للمياه على زراعة البطاطس: اختيار مكانٍ للزراعة يكون منحدرًا بعض الشيء، ومراقبة الأرض التي سيُزرع فيها المحصول عند تساقط الأمطار، وتحديد الأماكن التي تتجمع فيها المياه.

تجنب الزراعة في الأرض الطينية الرطبة

من الأمور الأخرى التي تجب مراعاتها عند زراعة البطاطس في الأرض الطينية، تجنب القيام بذلك في حال كانت الأرض رطبة (في حال كانت الأرض الطينية رطبة/مبللة)، وذلك لأن استخدامها وهي في هذه الحالة يؤدي إلى تدهورها، وتفاقم مشكلة تصريف المياه، ولمعرفة ما إذا كانت التربة الطينية مناسبة للاستخدام في الزراعة أم لا، قم بإمساك حفنة منها، واضغط عليها في يدك، فإذا تفتت في يدك فهي مناسبة، أما إذا أصبحت على شكل كرة (لأنها رطبة/مبللة)، فهي في هذه الحالة غير مناسبة للزراعة.

عدم الإفراط في تكسير التربة الطينية

الخطوة التالية بعد التأكد من أنّ التربة الطينية جافة بما فيه الكفاية هي زراعتها بمحصول البطاطس، وبسبب طبيعة هذا النوع من التربة، فهي ثقيلة، وتحتاج جهدًا لتهيئتها، ولهذا يمكن استخدام المحراث الزراعي، بشرط استخدامه على التربة ببطء، لكن يجب مراعاة عدم الإفراط في تكسيرها، وجعلها ناعمة للغاية، لأن هذا سيؤثر على تصريفها وصلاحيتها للزراعة، كما سيسبب تدهورًا في حالها عند تساقط الأمطار، وقد يعيق الزراعة فيها لفترة طويلة، لأنها تستغرق وقتًا طويلاً لتجف.

الري بكميات مناسبة

لا يجب الإفراط بري البطاطس المزروعة في الأرض الرطبة، لأن ذلك قد يؤثر على المحصول، ولمعرفة إذا كانت البطاطس تحتاج إلى أن تروى بالمياه، يمكن الاستدلال على ذلك من خلال تعرض الطبقة العلوية من التربة لتشققات، ولكن، لا يجب الاعتماد على هذه العلامة فقط؛ حيث يجب أن تتأكد أنّ التربة التي تنمو فيها البطاطس جافة وليست رطبة، من خلال تحسسها بيدك، فإذا كانت جافة، فإنها تحتاج إلى مياه، أما إذا كانت رطبة، فهي لا تحتاج إلى مياه.

حصاد البطاطس في الوقت المناسب

أنسب وقت لحصاد محصول البطاطس المزروع في الأرض الطينية يكون قبل حلول الطقس الماطر في فصل الشتاء في المكان الذي تمت فيه زراعة المحصول، وللتمكن من ذلك، من المستحسن إنبات بذور البطاطس مسبقًا قبل الزراعة، وزراعة صنف يتميز بنضجه المبكر، أما أهمية حصاد البطاطس في الوقت الملائم، فهي تتمثل في تجنب حصادها في الأوقات التي تكون فيها التربة الطينية رطبة، لأنها بهذا الشكل تلتصق بالبطاطس مثل الصمغ، وتحتاج إلى وقتٍ طويل لتجف، كما أنّ هذا قد يُسبب تعفنها عند عرضها للبيع في المتاجر.