يُعد التسميد من العمليات الزراعية المهمة التي تساعد على إكمال دورة حياة النباتات وإمدادها بالعناصر الغذائية اللازمة لضمان نموها على نحو جيد ولتحسين نوعية الثمار، وأشجار النخيل بحاجة للعناصر الغذائية المتزنة، ويستدل على سوء تغذيتها من خلال اصفرار السعف وقلة عددها وصغر حجمها الأمر الذي يؤدي إلى قلة إنتاج الثمار.[١][٢]


تسميد شجرة النخيل

يعد التسميد من العوامل الأساسية لتحسين جودة الثمار وزيادة الإنتاجية، كما أنه يعمل على تحسين جودة التربة وخصائها الحيوية والفيزيائية والكيميائية، ومن أهم العناصر الغذائية التي تقوم بتغذية نخيل التمر: العناصر الغذائية الكبرى التي تضم النتروجين، والفسفور، والكالسيوم، والبوتاسيوم، والمغنيسيوم، والعناصر الغذائية الصغرى التي تضم الحديد والزنك والمنغنيز،[٣] وترتبط كميات التسميد بكل أنواعه بعدد من العوامل؛ منها عمر النخلة، ونوعية التربة، ونوعية المياه.[٣]


نوع الأسمدة 

فيما يلي عدد من أنواع الأسمدة التي من الممكن أن تستخدم لشجرة النخيل:[٤]

  • الأسمدة العضوية:
  • هي مخلفات حيوانية ونباتية.
  • يوصى بإضافة هذا النوع من السماد على نحو تدريجي اعتمادًا على عمر النخلة.
  • تُساعد على تفكيك التربة الثقيلة وتحسين الخصائص الفيزيائية للتربة الرملية.
  • تنقسم إلى عدة أنواع، وتشمل:[٥]
  • الأسمدة الحيوانية: وهي خليط من إفرازات حيوانات المزرعة مع الفرشة التي تحتها، وتتأثر بعدد من العوامل؛ نوع الحيوان، وكمية ونوعية علائقه، ونوع الفرش سواء أكان من التبن أو الفحم النباتي أو نشارة الخشب، إضافةً للفترة الزمنية للخزن.
  • الكمبوست: وهو نتاج تحلل المواد العضوية؛ بفعل تأثير نشاط الأحياء الدقيقة في محيط رطب.
  • الأسمدة الخضراء: وهي النباتات الخضراء التي تزرع في الغابات والحقول والمشاتل.
  • الأسمدة الكيميائية:
  • مواد كيميائية طبيعية أو صناعية.
  • تنقسم إلى نوعين:
  • الأسمدة الأحادية: هي الأسمدة التي تضم عنصرًا سماديًا واحدًا.
  • الأسمدة المركبة: هي الأسمدة التي تضم أكثر من عنصر سمادي، وتشمل العناصر السمادية الرئيسية النتروجين، والبوتاسيوم، والفسفور، وقد تُضاف إليها بعض العناصر الصغرى.
  • التسميد بالنتروجين: إذ إن النتروجين أحد أهم العناصر الغذائية الضرورية للنمو الخضري لأشجار النخيل.
  • التسميد بالبوتاسيم: يعمل على تحسين لون الثمرة، كما أنه يقلل من عملية التقشير، ويساعد على زيادة نسبة عقد الثمار وجودة وكمية المحصول، ويعمل على زيادة تحمل النخلة للأمراض والعطش.
  • التسميد بالفسفور: يعمل على تكوين الجذور ونموها، ويساعد الأصناف التي تعاني مشاكل في التزهير والعقد في عمليات التزهير.
  • التسميد بالمغنيسيوم: يضاف بالتبادل مع السماد النيتروجيني وخلال نفس الفترة.


طريقة تسميد شجر النخيل

فيما يلي طرق تسميد الشجرة:[٣]

  • السماد العضوي
  • يتم توزيعه على نحو منتظم وجيد في حوض النخلة، ثم يخلط مع التربة.
  • يضاف بخندق نصف دائري حول جذع النخلة من أحد الجوانب.
  • نقوم بملء السماد على بعد 70 إلى 100 سنتيمتر؛ وبعمق وعرض نصف متر.
  • السنة التالية، تكرر العملية لكن بالجزء الآخر من الجذع، ومن الممكن أن يتم حفر الخندق الدائري بعمق 40 إلى 50 سنتيمترًا وبشكل كامل حول الجذع ويغطى بطبقة خفيفة من التربة.
  • لاحقًا، نقوم بإضافة السماد الفسفوري والكبريت الزراعي.
  • التسميد الكيميائي: يتم عبر طريقتين؛ النثر أو من خلال إضافته إلى مياه الري.


وقت تسميد شجر النخيل

يختلف وقت وضع السماد وفقًا لنوع التسميد، ويجب وضعه كالتالي:

  • التسميد العضوي: يتم من خلال إضافة السماد المتحلل على نحو سنوي في شهري ديسمبر ويناير.
  • التسميد الكيميائي: يتم خلال موسم نشاط النخلة.


أمور تجب مراعاتها عند القيام بالتسميد

فيما يلي عدد من الأمور التي تجب مراعاتها عند تسميد شجرة النخيل:[٦]

  • وضع السماد في منطقة قريبة من الجذور، إذ إنه في حال وضعه في منطقة بعيدة من الجذور لن تستفيد منه الشجرة.
  • التأكد من نظام الصرف، إذ إن ارتفاع مستوى الماء الأرضي ونظام الصرف السيئ يؤثران على امتصاص العناصر.
  • القيام بعملية الري خلال أو بعد عملية التسميد لإذابة العناصر الغذائية والاستفادة منها.
  • ضمان درجة الرطوبة المناسبة للتربة؛ إذ إن زيادة أو نقصان الرطوبة لدرجة الجفاف تؤثر على عملية الامتصاص.


ملاحظات هامة في التسميد

فيما يلي عدد من النقاط المهمة حول عملية تسميد شجرة النخيل بالري:[٧]

  • انتظام إضافة الأسمدة، وذلك من خلال عدد من الممارسات وهي: استعمال الحاقنات السمادية، وغسل خطوط الري في نهاية فترة الري، وضبط درجة الحموضة لمياه الري لتصل للمستوى المثالي.
  • إضافة الأسمدة في بداية الري يؤدي إلى فقدان العناصر الغذائية، إذ تعمل المياه على غسل السماد إلى تحت المجموع الجذري مع استمرار عملية الري.
  • إضافة الأسمدة في نهاية الري تؤدي إلى تراكم الأملاح في منطقة الجموع الجذري وسطح التربة وكذلك عدم توزيعها بانتظام.


فيما يلي عدد من الملاحظات الهامة حول عملية التسميد عمومًا:[٨]

  • عدم قابلية الفسائل المزروعة حديثًا للسماد الكيماوي إلا بعد مرور عام كامل على زراعتها وكذلك الأمر للأشجار المنقولة.[٩]
  • تجنب إضافة السماد على التربة الجافة، إذ يجب أن تكون التربة رطبة، كما يمكن التسميد بعد عملية الري.
  • يجب وضع السماد في الصباح الباكر أو عند الغروب وذلك لتجنب أشعة الشمس.
  • تجنب الإكثار من التسميد لما له من أضرار.
  • تجنب تسميد النباتات المريضة.
  • تجنب تسميد النباتات التي تم تغيير أصيصها، إذ يجب أن يمضي على وجودها في الأصيص شهر على الأقل.


أهمية الأسمدة وفوائدها لشجرة النخيل

لا تتمكن النباتات من العيش من غير سماد إلا في حال كانت التربة جيدة وغنية بالعناصر الغذائية،[٨] وفيما يلي عدد من النقاط توضح أهمية وفوائد تسميد الشجرة:

  • التسميد العضوي:[١]
  • يعمل على زيادة تماسك التربة الرملية.
  • يساعد التربة على الاحتفاظ في المياه.
  • يساعد في عملية تفكيك التربة الثقيلة.
  • يعمل على إمداد النخلة باحتياجاتها لا سيما العناصر النادرة المهمة في عملية التغذية.
  • التسميد الكيميائي: إمداد النبات بعنصر أو عدد من العناصر الغذائية اللازمة في عملية النمو.[٣]


أضرار استخدام الأسمدة بطريقة خاطئة على شجرة النخيل

الإسراف والاستخدام العشوائي للأسمدة الكيميائية يسبب أضرارًا ونتائجَ سيئةً على التربة والمحيط الحيوي والبيئي، وقد تكون هذه التأثيرات مباشرة وغير مباشرة، وفيما يأتي توضيح لها:[١٠]

  • تؤثر بشكل مباشر على المكونات الحية للنظام البيئي؛ فتؤثر على النبات نفسه وعلى صحة الإنسان والحيوان.
  • تؤثر هذه الأضرار في مكونات النظام البيئي اللاحيوية؛ الماء والهواء والتربة، إذ إنها تحدث خللًا في تركيب عناصرها وتوازنها الطبيعي.
  • من الممكن أن تؤدي إلى تلوث المياه الجوفية التي تعد بدورها مصدرًا أساسيًا للشرب، ومن الأمراض التي يسببها تلوث المياه الجوفية؛ سرطان المعدة عند الكبار ومتلازمة الطفل الأزرق عند الصغار.
  • من الممكن أن يؤثر السماد النتروجيني على متوسط عمر بعض الطيور البحرية، كما يؤثر على حجم حشرات المن ومعدل حياتها.

المراجع

  1. ^ أ ب فريق التطوير التشاركي للتكنولوجيا، تسميد أشجار النخيل، صفحة 2. بتصرّف.
  2. "التسميد :"، دولة الكويت الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية.، اطّلع عليه بتاريخ 3/6/2021. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث المركز الوطني للنخيل والتمور، دليل رعاية النخلة، صفحة 43. بتصرّف.
  4. د.عبد الستار صالح المشهداني (2/9/2009)، "الأسمدة العضوية واستخداماتها"، أخبار البيئة، اطّلع عليه بتاريخ 4/6/2021. بتصرّف.
  5. المملكة العربية للتنمية الزراعية، التسميد بالري، صفحة 15 16 17 . بتصرّف.
  6. ^ أ ب صالح قسم الله صالح (17/8/2020)، "الطريقة الأمثل لإستخدام الأسمدة مع نباتات الزينة"، سوق اليمن الزراعي البيطري، اطّلع عليه بتاريخ 3/6/2021. بتصرّف.
  7. الأرشيف العربي العلمي، الزراعية استخداماتها وأضرارها-2018-03-18T06:26:32.314Z.pdf الأسمدة الزراعية: استخداماتها وأضرارها، صفحة 5-6. بتصرّف.