يعيش أكثر من 50% سكان العالم في المدن، كما يُتوقع أن تزيد هذه النسبة خلال السنوات القادمة، ويُعزى انتقال السكان من المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية، ولا سيما في أفريقيا وآسيا، إلى الفقر وما يتصل به من عوامل اجتماعية واقتصادية، ويحث هذا التوسع السريع للمدن بدون أي استراتيجية لتخطيط استخدام الأراضي، وما ينتج عن ذلك من ضغط بشري له آثار ضارة للغاية على الغابات والمناظر الطبيعية، فضلا عن التأثير السلبي على المناطق الخضراء في المدن وحولها، ولهذا أصبحت زراعة الأشجار في المدن أمرًا هامًا للغاية.[١]


فوائد زراعة الأشجار في المدن

فيما يلي بعض فوائد زراعة الأشجار في المدينة:[١]

زيادة الأمن الغذائي المحلي

حيث توفر العديد من الأشجار الغذاء لسكان المدن مثل؛ أشجار الفاكهة والمكسرات، بالإضافة إلى أوراق الأشجار التي من الممكن أن تتناولها الحيوانات كأعلاف، من جهة أخرى يمكن استخدام أخشاب هذه الأشجار للتدفئة والطهي.[١]


تنقي الهواء

إذ تستهلك الشجرة البالغة 150 كيلوغرامًا من غاز ثاني أكسيد الكربون تقريباً في السنة، ويساهم ذلك في التخفيف من تأثير تغير المناخ، كما تساعد الأشجار في تحسين جودة الهواء بشكل خاص في المدن التي تمتلك نسبًا عالية من التلوث، مما يجعلها صحية أكثر للعيش،[١] كما أن الأشجار تساعد على إنتاج الأوكسجين، إذ تنتج شجرة بالغة في موسم واحد تمتلك الأوراق أوكسجينًا يكفي 10 أشخاص للتنفس، وتعد هذه الخطوة مهمة في المدن، وخاصة التي تكون نسب الأوكسجين فيها منخفضة بنسبة 6% عن الأماكن الأخرى في العالم.[٢]


تقلل من خطر الفيضانات

يمكن لشجرة واحدة بالغة أن تمتص ما يقارب 450 لتر من الماء من خلال جذورها كل يوم، وتساعد جذور الأشجار أيضاً على تقليل تآكل التربة وتبطئ من ترشيح الماء في شبكات الصرف، ويقلل ذلك من خطر التعرض للفيضان في المدن التي تمتلك العديد من الأسطح الأرضية المصنوعة من مواد غير منفذة للماء مثل الإسمنت، لذا فإنه عند حدوث تساقط غزير للأمطار وعدم وجود أشجار من المحتمل أن يتسبب ذلك في حدوث فيضانات مفاجئة إذا لم يكن هناك تصريف جيد للأمطار.[٢]


تساهم في تبريد الجو

حيث تطلق الأشجار بخار الماء من خلال عملية التبخر في أوراقها، مما يؤثر في تبريد الجو العام، بالإضافة إلى أنها توفر الظل للأرض والمباني، ويساعد ذلك على تبريد الجو بدون استخدام الطاقة، حيث تمتلك شجرة واحدة تأثير تبريد يعادل 10 وحدات تكييف تعمل لمدة 20 ساعة في اليوم، ويساهم هذا التأثير في التخفيف من ارتفاع حرارة المدن التي تقدر درجة الحرارة فيها بسبعة درجات فوق المتوسط الطبيعي.[٢]


تعزز من الصحة العامة للسكان

تساهم الأشجار في التقليل من فرص الإصابة ببعض الأمراض، مثل ارتفاع ضغط الدم، والربو، بالإضافة إلى الأمراض الأخرى المرتبطة بالتوتر والإجهاد، إذ إنّ تصفية الهواء وتنقيته من الملوثات وتوفير الظل يقلل من التعرض للأشعة الشمسية، مما يساهم في الحصول على بيئة جيدة للصحة، كما تتخلص الأشجار من الملوثات الأخرى التي لها تأثير في الصحة مثل أكسيد النيتروجين، والنيكل، والرصاص، وتمتص الأشجار جزءًا من الضجيج إذ تعمل كحاجز لصدّه.[٣]


كيفية اختيار الأشجار التي تزرع في المدينة

يُزرع عدد كبير من الأشجار في المدينة على طرف الشارع، وعند اختيار الأشجار التي تتم زراعتها في المدينة لا بد من الانتباه إلى أنه يجب أن تكون أشجار لديها تحملًا عاليًا للجفاف وتغير المناخ، بالإضافة إلى أن يكون حجمها ولونها مناسبين، بحيث لا تغطي الإضاءة ولافتات الشارع والمباني، وأن لا يصل طول الشجرة إلى خطوط الكهرباء ذات الضغط العالي، وألا تؤثر جذور هذه الأشجار على الأرصفة.[٤]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Building greener cities: nine benefits of urban trees", fao, Retrieved 18/2/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت "TREES IN OUR CITIES: 10 REASONS WE NEED TO PLANT MORE", treesforcities, Retrieved 18/2/2022. Edited.
  3. "Why We Need Trees in Our Cities", smartcitiesdive, Retrieved 18/2/2022. Edited.
  4. "How to select the best trees for sidewalks and tree grates", reliance-foundry, Retrieved 18/2/2022. Edited.