ما المقصود بالأبواغ؟ وكيف يحدث التكاثر بالأبواغ؟

العديد من النباتات لها مقدرة عالية على التكاثر عن طريق التكاثر اللاجنسي، إذ تكون صفات النباتات المُتكاثرة بالتكاثر اللاجنسي موافقة تمامًا لصفات النبات الأُم، نظرًا لعدم حدوث اختلاط بين صفات الأب والأم، بالإضافة لعدم وجود اتحاد للخلايا أو النوى، وتمتاز أيضًا بأن لها مُقدرة على مُقاومة الظروف البيئيّة المُختلفة عكس التي تتكاثر جنسيًا، بالإضافة لوصولها لمرحلة النضج على نحو أسرع؛ لأنّها تنتج من أجزاء ناضجة من قبل، وينقسم التكاثر اللاجنسي إلى نظامين أساسيين؛ الأول النظام الذي يستخدم جزءًا من جسم النبات، بينما الثاني نظام يعتمد على هياكل النبات استخدامها كوسيلة للتكاثر.^[١][٢]

الأبواغ

الأبواغ من الأجزاء المُهمة لدى النبات للنمو والتكاثر، وفيما يلي معلومات عنه، ومنها ما يأتي:^[٣]

• الأبواغ خلايا تكاثريّة لديها المقدرة على إنتاج فرد جديد دون الحاجة إلى خليّة إنجابية، إذ تُعد الأبواغ من العوامل الأساسية لإتمام التكاثر اللاجنسي.
• تنتج الأبواغ في الطحالب والبكتيريا والفطريات وبعض أنواع النباتات الأُخرى.
• تختلف الأبواغ في أحجامها، إذ إن بعض الأبواغ يصل حجمها حتى 3 ميكرومترات والضخمة منها تتراوح ما بين (100-300 ميكرو متر).^[٤]
• المهمة الأساسية للأبواغ هي من أجل التكاثر ونقل المادة الوراثيّة للنبات الأم، لكن في بعض الأحيان يتم إنتاجها لتكون وسيلة من وسائل الحماية والدفاع عن النبات.^[٥]
• تمتلك الأبواغ جدرانًا سميكةً، تستطيع حماية نفسها من الحرارة المُرتفعة والرطوبة والعوامل الجويّة القاسية.^[٥]
• تستطيع المُطهرات الكيميائيّة القضاء على النبات الأُم، لكنها غير قادرة على القضاء على أبواغ النبات الأصلي، لما له من مقومات مقاومة للظروف المُحيطة على نحو عالٍ.^[٥]

خصائص الأبواغ

يوجد عدد من الخصائص التي تميّز الأبواغ، وهي كما يأتي:^[٦]

• تمتاز الأبواغ بمقدرتها على مُقاومة الحرارة، إذ إنّ مُعظم الأبواغ الخضريّة تتحمل درجات حرارة تتراوح بين (40-45 درجة مئويّة)، ولكن الأبواغ تتحمل حرارة حتى 10 أضعاف.
• تمتاز الأبواغ بأنّها نائمة؛ أي من المُمكن أنّ تبقى على قيد الحياة لآلاف السنين وفي الحالة الرطبة.
• يمتاز البوغ ببنية قويّة تُساعده في الحفاظ على المادة الوراثيّة داخله، إذ يتكون من نواة مُجففة مُحاطة بغشاء داخلي وطبقة بروتين خارجيّة، إذ إنّ القشرة تمتلك مقدرة عالية في المُحافظة على نسبة مياه مُنخفضة في البروتوبلاست المركزي للبوغ.
• تمتلك الأبواغ مجموعة من الكروموسومات التي بدورها تحمل المادة الوراثيّة للنبات الأُم.^[٧]
• لا تحتوي الأبواغ على غذاء مُخزن أو على جنين، وإنّما يتم إخصابها بعيدًا عن الوالدين وفي مكان رطب نوعًا ما.^[٧]

أشكال الأبواغ

توجد أشكال مُختلفة للأبواغ ومن أهمها ما يأتي:

• بوغ رباعي (Tetraspore): وهو من الأبواغ الداخليّة ينتج بسبب حدوث انقسام اختزالي في نبات بوغي، ويوجد هذا النوع في الطحالب الحمراء، ويعمل على إنتاج جيل أُحادي الصفة الوراثيّة.^[٨]
• بوغ لاقحي (Zygospores): هو نوع من أنواع الأبواغ الفطريّة، ويكون ذا تكاثر قليل وليس مُنتشرًا، ومن صفات هذا البوغ جدرانه المُتموجة والسلسة والشفافة، وهي تتكون من بروتينات سكريّة غنيّة.^[٩]
• بوغ داخلي (Endospore): هي نوع من أنواع الأبواغ التي تكثر داخل الخلايا البكتيرية، وتمتاز بشدة مُقاومتها للحرارة والظروف والعوامل البيئية القاسية، وتتحول الخليّة البكتيريّة إلى نواة جافة بشكٍل جُزئي ومُحاطة بطبقة بروتينية بحيث تتكون من عدد من الطبقات، وإنّه عند زوال الظروف القاسية يعود البوغ لدورة حياته ويستمر بالنمو للحيوان كامل النمو وتستمر دورة حياتها، ومن المُمكن أن تبقى هذه الأبواغ على قيد الحياة لآلاف السنين.^[١٠]

تكاثر الأبواغ وانتشارها

كثير من الكائنات الحيّة الأوليّة كالفطريات والطحالب والبكتيريا تتكاثر عن طريق الأبواغ، إذ إنّ الأبواغ جزء من دورة حياة هذه الكائنات الحيّة، ومُصممة للانفصال عن النبات الأُم لتنتشر في الأجواء عن طريق الماء أو الهواء، وعندما يبدأ الوقت المُناسب وتنمو الأبواغ بطريقة صحيحة، فإنّ النبات ينشر أبواغه في الهواء الطلق، وتُعد هذه الأبواغ فيما بعد كائنات حيّة مُستقلة ومُنفصلة تمامًا، وبعد اكتمال نمو الأبواغ تُصبح كائنات حيّة من جديد وتنمو لها أبواغها الخاصة وتبدأ الدورة من جديد.^[١١]

كائنات حيّة تتكاثر بالأبواغ

يوجد عدد من الكائنات الحيّة الأوليّة التي تعتمد في تكاثرها اللاجنسي على الأبواغ، ومنها ما يأتي:

• الأبواغ البكتيريّة: تكون البكتيريا التي تتكاثر بالأبواغ ذات صلابة عالية، إذ تكون الأبواغ مُحاطة بمادة متينة من البروتين تُساعدها في البقاء تحت تأثير العديد من الظروف البيئيّة القاسية كالحرارة المُرتفعة والإشعاع والجفاف والمواد الكيميائيّة، إذ تُشكل بعض أنواع هذه البكتيريا الأمراض المُختلفة للإنسان، ومن الأمثلة عليها البكتيريا المسؤولة عن الجمرة الخبيثة.^[١٢]
• الأبواغ الفطريّة: هي جزيئات بيولوجيّة صغيرة الحجم لا تُرى بالعين المُجردة وإنما مجهريّة، تُساعد في نمو وتكاثر الفطريات، وتكون هذه الأبواغ ضارة، إذ إن وظيفتها تكون مُماثلة لوظيفة البذور داخل النباتات، كما تنتشر أبواغ الفطريات على نحو موسمي، وتكون في الهواء الطلق على مدار السنة لكنّها تكثر في الصيف وأواخر الخريف.^[١٣]
• أبواغ الطحالب: تمتاز الطحالب كبيرة الحجم بالتكاثر عن طريق الأبواغ، ومن الأمثلة عليها الطحالب الحمراء إذ تُنتج أبواغًا تنتقل عن طريق التيارات المائيّة، بينما الطحالب الخضراء تُنتج أبواغًا غير مُتحركة، وبعض أنواع الطحالب يعمل على إنتاج أبواغ تفتقر لوجود جدار حامٍ للخليّة مما يؤدي إلى صعوبة تنقلها وإنما تحتاج إلى وسط ناقل.^[١٤]

معلومات أُخرى عن الأبواغ

توجد العديد من المعلومات عن طبيعة الأبواغ، وفيما يأتي بعض منها:^[١٥]

• إنّ النباتات التي تُنتج الأبواغ وتتكاثر عن طريقها تُعد من طرق الحماية والوقاية لها، للبقاء على قيد الحياة بالرغم من الظروف البيئية القاسية كالحرارة أو البرودة أو نقص التغذيّة.
• إنّ الكائنات الحيّة التي تتكاثر بالأبواغ تمتاز بأنها كائنات حية نائمة ويكون حولها عدد من الطبقات التي تقوم بحمايتها، وبتلك الطريقة لديها المقدرة لتُحافظ على صفات النبات الأم.
• تنتج الأبواغ بعد مرور النبات ببعض التغيرات المورفولوجية.
• تمتلك الأبواغ بالإضافة للمادة الوراثيّة للبنات الأُم؛ السيتوبلازم والريبوسوم وأحماض مُعينة، وإنزيمات، تُساعد الأبواغ على النمو في الظروف البيئية المتعددة.
• توجد الأبواغ بكثرة في النباتات التي لا تحتوي ثمارها على بذور، كنبات السراخس وحشيشة الكبد والنباتات الزهريّة، والطحالب.^[١٦]
• النباتات التي تُسكن بالقرب من الأنهار والمستنقعات، يتم إلقاء أبواغها عن طريق المياه أو تنتقل عند سقوط الأمطار ويتم الاحتفاظ بها في الرواسب.^[١٦]
• النباتات التي تعيش بعيدة عن المياه والمُستنقعات، تنتقل أبواغها عن طريق الرياح أو الطيور أو الحشرات، إلى أن تهبط في مكان آخر، وتبدأ دورة حياتها في النمو.^[١٧]