الزراعة في وادي الولاية

موقع وادي الولاية

تقع ولاية الوادي أو وادي الولاية في الجهة الجنوبية الشرقية من الجزائر، وتحتوي على واديين؛ وادي سوف ووادي ريغ، إذ تحدها من الجهة الشرقية تونس ومن الجهة الغربية ولايات الجلفة وبسكرة، ومن الجهة الجنوبية ولاية ورقلة، ومن الجهة الشمالية ولايات تبسة وخنشلة، وتتوزع ولاية الوادي على 12 دائرة إدارية، إذ تبلُغ مساحتها ما يقارب 44.585 كيلو متر مربع، وتبعد ولاية الوادي عن البحر 390 كم، وترتفع المنطقة 80 متراً عن سطح البحر.^[١]

طبيعة التربة في وادي الولاية

تغلب على هذه المنطقة الطبيعة الصحراوية، إذ تتميز بوجود الرمال الناعمة التي تغطي معظم الأراضي في الوادي، بالإضافة إلى وجود الكثبان الرملية التي تكون موجودة على نحو كبير جنوب وادي سوف، كما أنها تتميز بوجود الحمامات الرملية وهي عبارة عن طبقات من الأحجار المتنوعة، منها ما يُستخدم في صناعة الجبس ونوع آخر يُستخدم في البناء كونه حجراً صلباً، وتكون هذه الطبقات تحت الرمال، أما عن التربة فكانت ضعيفة ولا تصلح للزراعة، لكن مع وفرة المياه الجوفية المخزونة عبر الأزمنة المختلفة واهتمام سكان المنطقة استطاعوا التكيف مع هذه الظروف القاسية وطوروا أساليب الزراعة في المنطقة.

الزراعة في وادي الولاية

تُعد الزراعة في ولاية الوادي من أهم مصادر الدخل لسكان المنطقة، وتُعد الفلاحة من الأنشطة الأساسية لهم، ويُمثل وادي سوف أحد المناطق الزراعية الهامة في المنطقة الجنوبية الشرقية من الجزائر، فساهم سكان وادي سوف في تطور القطاع الفلاحي، وقاموا بدمج التجارة مع قطاع الزراعة وذلك بسبب المردود الاقتصادي الذي ينتج عنها، وفيما يلي بعض المحاصيل التي تكثر زراعتها في وادي الولاية:^[٢][٣]

البطاطا

تُعد ولاية الوادي أكبر منطقة منتجة للبطاطا في الجزائر، إذ تحتل المرتبة الأولى وطنياً في إنتاجها، وقد بلغ أكثر من 8 ملايين قنطارًا من البطاطا غير الموسمية، ويُمثل 50% من الإنتاج الوطني للبطاطا، وتُنتج ما يقارب 6 ملايين قنطارًا من البطاطا الموسمية في فصل الصيف.^[٤]

الزيتون

يمثل إنتاج الزيتون في ولاية الوادي ما نسبته 0.33% الإنتاج الوطني، وعلى الرغم من ملاءمة شجرة الزيتون للمناخ المتوسط، إلا أنه أثبتت التجارب نجاح زراعته في البيئة الصحراوية، حيث تم تهجين عدة سلالات منه لتتلاءم مع المناخ الصحراوي الجاف، وتُعتبر زراعة الزيتون من الزراعات الجديدة في المنطقة، حيث تم إدخالها المنطقة في عام 2000.

الثوم والبصل

يحتل كل من الثوم والبصل ما نسبته 2.5% من المساحة الوطنية المزروعة، وتحتل 75% من المساحة على مستوى الولاية، ويمكن زراعة الثوم والبصل في الأراضي القديمة والكلسية، حيث إنها لا تحتاج إلى مساحات كبيرة لزراعتها.

الطماطم

تمثل الطماطم 5.42% من المساحة الوطنية وما يقارب 86% من المساحة المزروعة على مستوى الولاية، وتتميز بمردودها الاقتصادي المرتفع، إذ تعد من المحاصيل الزراعية الرئيسة التي تتم زراعتها في المنطقة.

الفول السوداني

تحتل منطقة وادي سوف المرتبة الأولى على المستوى الوطني في إنتاج الفول السوداني، وتمثلت المساحة الوطنية المزروعة حوالي 25.28%، وبلغت كمية الإنتاج ما يقارب 42% من الإنتاج الوطني وذلك في عام 2014.

الحبوب

تحتاج زراعة القمح متطلبات خاصة لزراعتها من حيث حاجتها للاهتمام والعناية المستمرة، بالإضافة لحاجتها إلى وجود مساحات واسعة، مما جعل الفلاحين في المنطقة يبتعدون عن زراعة القمح، كما أنهم لا يعتمدون عليها كمحصول أساسي، وبالرغم من ذلك تتم زراعة القمح فقط بقصد تجديد التربة بعد زراعة البطاطا، وتبلغ المساحة الوطنية للحبوب 0.3%، ويمثل الإنتاج الوطني لها ما يقارب نسبته 0.9% في سنة 2014.

زراعة النخيل

تحتاج أشجار النخيل إلى وجود حرارة مرتفعة ومناخ جاف وإضاءة عالية، وتتم زراعة نخيل التمر في وادي ريغ ووادي سوف في منطقة وادي الولاية، إذ تشتهر هذه المناطق بإنتاج أنواع مختلفة من التمور منها الدقلة البيضاء والغرس، ويتم إنتاج أكثر من 10 ملايين قنطار من النخيل في المنطقة.

المشكلات التي تواجه الزراعة في وادي الولاية

فيما يلي هذه المشكلات:

• تتم معالجة المشاكل الخاصة بالأمراض وأنواع البذور من خلال التجارب العملية دون اللجوء إلى استشارة المختصين في المجال، ولا تعتمد على معايير تقنية عملية.
• نقص وجود الأيدي العاملة، بالإضافة إلى ارتفاع أسعارها وقت الذروة أي أثناء جني المحاصيل الزراعية.
• التعرض لخسارة المحاصيل بسبب ضعف قدرة التخزين وعدم قدرتها على تغطية حجم الإنتاج.
• انخفاض منسوب المياه الجوفية بسبب الاستهلاك غير المنتظم للماء.
• ارتفاع التكاليف المستخدمة لإصلاح التربة، إذ إنها تعد تربة فقيرة وغير صالحة للزراعة.
• عدم وجود أماكن مخصصة لبيع المحاصيل الزراعية، إذ يتم البيع بين الفلاحين والتجار مباشرة من المزرعة.