تُعرف شجرة الأراك بشجرة الأسنان، إذ أنها تُنتج أعواد السواك التي يتمّ استخدامها في تنظيف الأسنان خاصةً في البيئة العربية، والتي تعتبر من أقدم أدوات تنظيف الأسنان في العالم، كما تُعرف هذه الشجرة على أنّها شجرة خردل صغيرة ذات تاج عريض من الأغصان الملتوية المتدليّة والتي يتمّ قطعها لإنتاج أعواد السواك المعروفة بأنّها فرشاة أسنان طبيعية، وإلى جانب ذلك فهي شجرة متعدّدة الاستخدامات في مجالات عديدة ليس فقط في استخدامات تنظيف الأسنان، بالإضافة إلى أنّ لها مواصفات محدّدة يُمكن للشخص تمييزها من خلالها، وينتشر نموّ هذه الشجرة في أماكن محدّدة حول العالم خاصةً في البيئات القاحلة؛ حيث إنّها شجرةً شديدة التكيّف مع الظروف الصعبة، وسنتعرف في هذا المقال على مواطن شجرة الأراك الأصلية، وأهم مواصفاتها، وأهم استخداماتها.[١][٢]


موطن شجرة الأراك الأصلي

تنمو شجرة الأراك بشكلٍ رئيسي في المملكة العربية السعودية، وتحديداً في سهول تهامة التي تقع على الجهة الساحلية للبحر الأحمر، كما يتم زراعة شجرة الأراك في جنوب السعودية في منطقتين جازان والباحة، كما تنمو أيضاً في أجزاء أخرى من الشرق الأوسط وبعض أجزاء إفريقيا، إذ إنّها تنتشر في المناطق ذات السهول الفيضية الصحراوية، وفي مناطق تكاثر الشجيرات الشائكة، وإلى جانب النباتات النهرية، وعلى ضفاف الأنهار، كما يُمكن أن تتواجد بكثرة في المناطق المليئة بالمياه الجوفية، كما يُمكن العثور عليها في الوديان، ومناطق الكثبان الرملية، ما يعني أنّ الشجرة تنمو في مناطق شحّ الأمطار ومناطق الجفاف بشكلٍ عام، بالإضافة إلى ذلك فقد تُساعد شجرة الأراك على استصلاح الأراضي ذات التربة المالحة نظراً لتحمّلها الملوحة العالية.[١][٣][٢]


مواصفات شجرة الأراك

تُعدّ شجرة الأراك من الأشجار دائمة الخضرة، والمعمّرة، والعطرية، وبطيئة النمو، كما يُعرف اسمها العلمي (Salvadora persica)، وتأتي أوراقها خضراء اللون وبيضاوية الشكل وخالية من الأشواك، كما لا يزيد ارتفاعها عن أربعة أمتار، وتُنتج الشجرة أزهاراً صغيرة باللون الأخضر المصفّر، وتُنتج أيضاً ثماراً تدعى "الغيلة" و"الكباث"، وتكون حمراء اللون قابلة للأكل عند نضوجها، ويتميّز شكلها بأغصانها المتدليّة والمتشابكة فوق بعضها البعض، أمّا بالنسبة إلى جذورها فهي ممتدّة بشكلٍ عميق إلى مسافات كبيرة تحت الأرض.[٣][٢]


استخدامات شجرة الأراك

تُستخدم هذه الشجرة بشكلٍ أساسي كما تمّ ذكره سابقاً في إنتاج وصناعة السواك لما له من خصائص قوية في تطهير الفم والأسنان من الجراثيم والبكتيريا، ومنع جفاف الفم، وزيادة إفراز اللعاب، وتقوية اللثة، وتُستخدم جذور الشجرة أيضاً بعد غليها في تسكين وعلاج اضطرابات الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي، ويستخدمها البعض في علاج قرحة المعدة، كما يأتي استخدام جذع الشجرة أيضاً للوقود كالأخشاب، وقد تمّ استخدام جذوعها قديماً في صناعة الأخشاب لبناء البيوت الخشبية، ويتمّ استخدام أوراقها وأغصانها كغذاء للحيوانات، ويستخدم البعض زهورها الصغيرة التي تدعى "الكدة" لتعطير المكان لما لها من رائحة تشبه رائحة القهوة إلى حدّ كبير، بالإضافة إلى استخدام لحائها في تصنيع البخور وتعطير الملابس، ووِفقاً لهذه الاستخدامات الكثيرة، فإنّ الشجرة مهدّدة بالانقراض نظراً لاستهلاكها المفرط.[١][٤][٣]


صناعة عود السّواك من شجرة الأراك

يتم استخراج خشب السّواك من جذور وجذوع شجر الأراك الواقعة في أودية تهامة عندما تبلغ عمر السنتين أو الثلاث سنوات، حيث يُستخرج منها أليافًا كثيفة وناعمة، وتشبه في مظهرها مظهر الفرشاة، ومن بعدها يتم تقطيعها إلى عيدان صغيرة، يدعى كلّ عود منها بالمسواك، ويمكن استخدامه لاحقًا من خلال قطع رأسه وإزالة أو قصّ القشرة الخارجية للجزء المراد استخدامه باستخدام المقصّ أو السكين، وترطيب هذا الجزء بالقليل من الماء لاستخدامه كفرشاة أسنان طبيعية.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "ARAK TREE", connectwithnature, Retrieved 23/2/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Toothbrush Tree, Arak Tree, meswak, arak", rp.riyadhenv, Retrieved 24/2/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Arak tree: Source of the iconic miswak", wafyapp, 6/11/2020, Retrieved 24/2/2022. Edited.
  4. "Miswak: First toothbrush in history", arabnews, 31/3/2013, Retrieved 24/2/2022. Edited.