زراعة شجرة المورينجا في الأردن

شجرة المورينجا (بالإنجليزية: Moringa Tree)، أو شجرة عصا الطبل، وهي شجرة سريعة النمو يعود أصلها إلى الهند وبنغلاديش، ولكنّها تنمو أيضًا في المناطق الاستوائية أو شبه الاستوائية الأخرى في آسيا، وأفريقيا، وأمريكا الجنوبية، فهي تتحمل الجفاف بشكل كبير، كما تمتلك الشجرة فوائد غذائية وطبية عديدة، حتى صارت تسمى "الشجرة المعجزة"؛ لأنها تشفي من بعض الأمراض، كما تتوافر فيها مجموعة من البروتينات، والفيتامينات، والمعادن، ويمكن استخدام أوراقها وجذورها في الطعام والشراب للحصول على فوائدها المتنوعة، وتدخل المورينجا في صناعة العطور، والمستحضرات التجميلية، ودبغ الجلود، والمنظفات المنزلية، كما تستخدم في صناعة الألياف الطبيعية، والصبغات، وغيرها من الاستخدامات المختلفة.^[١][٢]

بداية زراعة المورينجا في الأردن

بدأت زراعة المورينجا في الأردن في عام 2016م، وذلك تحت إشراف مسؤول بوزارة الزراعة الأردنية، والذي أطلق حملة زراعة أشجار المورينجا في مناطق الأردن الجنوبية الصحراوية وشبه الصحراوية، بهدف استغلال هذه المناطق، والاستفادة من خصائص المورينجا الطبية والغذائية، وتم التعاقد خلال هذه الحملة مع الجمعية التعاونية السعودية للمورينجا والنباتات الصحراوية، ليتم تزويد الوزارة الأردنية بالبذور والشتلات اللازمة، واكتساب الخبرة من الجمعية في زراعة أشجار المورينجا.^[٣]

وأوضحت وزارة الزراعة الأردنية في قدرة شجرة المورينجا على النمو في الأردن بشكل طبيعي مع الأجواء والطبيعة، حيث أن بقدرة الجميع أن يزرع هذه الشجرة، لا سيما وأن المناخ وطبيعة التربة في غور الأردن ملائم لنموها، كما أنها سريعة النمو، إذ تحتاج مراحل نمو شجرة المورينجا من أربعة إلى خمسة أشهر، ولا تحتاج إلى الكثير من الماء، ولا يوجد حاجة لقطع شجرة المورينجا بعد حصد ثمارها، وهذا بدوره يزيد من الاستدامة البيئية، كما أنه يسهم في ترشيد استهلاك المياه، بالإضافة إلى مكافحة قطع أشجار الغابات في جميع أنحاء العالم، ويحد من عملية تعرية التربة.^[٣]

مشروع يُسر التنموي لزراعة المورينجا

انطلقت مبادرة محلية من درة المنال للتنمية والتدريب، وكانت تسمى مشروع اليُسر التنموي لزراعة شجر المورينجا "شجرة الحياة"، وتهدف هذه المبادرة للنهوض بالمرأة الريفية والشابات والشباب، وإحداث تغيير كبير على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في أغوار الأردن والمناطق البسيطة الأخرى.

أسهم مشروع اليسر التنموي في زراعة أكثر من مليون شجرة مورينجا في الأردن، ويعد الهدف الرئيسي من هذا المشروع إفادة منطقة الأغوار الجنوبية وغيرها من المناطق في الأردن في حياتهم اليومية بتوفير فرص عمل لهم، واستعمال المورينجا كغذاء علاجي، وكذلك يركز المشروع بشكل خاص على تمكين وتدريب النساء والشباب العاطلين عن العمل على قطف المحاصيل الموسمية ليكون مصدرًا أساسيًا لدخلهم في هذا المجتمع الزراعي.^[٤]

فوائد شجرة المورينجا في الزراعة

تعرف شجرة المورينجا بالفوائد العديدة الموجودة فيها، لكن السكان في الأغوار الجنوبية الأردنية يستخدمون مستخلصات المورينجا كمنقٍّ طبيعي للماء لإزالة الشوائب والرواسب والطحالب العالقة في المياه، حيث تستعمل هذه المستخلصات لتنقية مياه الري المدورة، ولتقليل استهلاك الماء، إضافة إلى استدامة وتحسين نوعية التربة والأشجار، وتتميز هذه المستخلصات بالذات بكونها تعزز نمو الأشجار، وتزيد من محاصيل المورينجا وغيرها، لذلك يمكن استعمالها أيضًا على الأشجار؛ لا سيما وأنها تقوي مقاومة النباتات للأوباء والأمراض، وتقلل من حاجتها للمبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب الضارة.^[٥]

التمكين الاقتصادي لنساء الأردن بزراعة شجرة المورينجا

• تعتبر زراعة المورينجا فرصة للنساء والرجال على حد سواء؛ لأنها مصدر دخل بشكل أساسي، لكن النساء في مشروع اليسر الذي يدعم زراعة المورينجا يخضعن للتدريب في مجالات: التمكين الاقتصادي، السياحة الريفية والزراعية، تحضير الطعام وتقديمه، التسويق، وبالتالي يتم صقل هذه المهارات على المورينجا.
• تتدرب النساء في مزرعة المورينجا على تطبيق ما يلي: زراعة وحصد أوراق وبذور شجرة المورينجا، ومعالجة وتغليف منتجات متعددة للمورينجا، وتحضير أطباق المورينجا وإدارة متجر وقهوة المورينجا، وتسويق المنتجات وبيعها وتوصيلها إلى المتاجر المحلية في الأردن، إضافة إلى الأسواق العالمية.
• توفر إنشاء حدائق مدرسية أو منزلية لقمة العيش الكريم للأسر، وذلك من خلال بيع المحاصيل الزائدة لكسب الدخل، ورفع التوعية حول فوائد المورينجا الصحية من خلال ورشات العمل وكتب الطبخ، والتشجيع على سياحة مستدامة (السياحة الزراعية والريفية) من خلال عقد زيارات إلى المزرعة بهدف التسلية والتعلم والمشاركة في نشاطاتها.