ما هو الدبال؟

ما هو الدبال؟

يُعد الدبال (بالإنجليزية: Humus) المادة العضوية الداكنة المُتبقية بعد تحلل معظم القمامة العضوية، ويتشكّل الدبال في التربة عندما تتحلل المواد النباتية الناتجة عن تراكم الأوراق والأغصان عند سقوطها على الأرض، كما يتشكّل نتيجةً لتحلل الكائنات الحية الميتة كالحشرات، حيث إنّ تحلل هذه المواد النباتية والحيوانية يعني تفككها إلى عناصرها الكيميائية الأساسية، والتي تُعد مغذيات مهمة للتربة والكائنات الحية الأخرى.^[١]

ويُذكر أنّ التركيب الكيميائي للدبال يختلف وفقاً للمواد النباتية والحيوانية التي نتج منها، ويُشار إلى أنّ الدبال يتحلل بواسطة ديدان الأرض والبكتيريا والفطريات والكائنات الحية الدقيقة الأخرى، ويتواجد في الطبقة العلوية من التربة (5 سم)، ويمتاز بلونه البني أو الأسود، وقوامه الرخو المتفتت والإسفنجي.^[٢]

ما أهمية الدبال للتربة؟

فيما يأتي ذكر لذلك:^[٣]

• تهوية التربة وتفكيكها

تُساعد التربةُ الرخوة والمفككة جذورَ النباتات على اختراق التربة والنمو في الأعماق، كما توفّر الكثير من المساحات الهوائية، وهو ما يُساهم في زيادة خصوبة التربة ونمو النبات بشكل أفضل، ويُمكن تهوية التربة وتحسينها من خلال إضافة طبقة من الدبال بانتظام حول الأشجار والشجيرات، وفي الأحواض الزراعية.

• مكافحة الآفات ومسببات الأمراض

يدعم الدبال نمو الكائنات الحية الدقيقة النشطة المفيدة مثل النمل والعناكب الأرضية التي تتغذى على يرقات الآفات التي تعيش في التربة، كما أنّ الدبال يدعم نمو الديدان الخيطية (الأسطوانية) المفيدة وبعض أنواع البكتيريا المستخدمة لمكافحة اليرقات البيضاء (white grubs).

• تغذية النبات

يحتوي الدبال على العناصر الضرورية لنمو النبات مثل النيتروجين والفوسفور والكبريت والكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم،^[٢]ومن ناحية أخرى، فإنّ الأحماض الموجودة في الدبال تحتفظ بالمغذيات والمعادن، وتتواجد في المناطق الفقيرة بالمغذيات، وهو ما يُساعد النبات على تعويض الفاقد من المعادن والمغذيات خاصةً بالقرب من جذور النبات.^[٤]

• حبس الماء

يمكن أن يحتوي 90% من وزن الدبال على الماء، وذلك لأنّه يُشبه الإسفنج، وهو ما يُقلل الحاجة إلى ري النباتات خلال فترات الجفاف، حيث يمكن لجذور النبات الوصول إلى الماء الذي امتصه الدبال،^[٤]كما أنّ هذه الخاصية تزيد من قدرة التربة على الاحتفاظ بالماء والهواء.^[٥]

• فوائد أخرى

إنّ إضافة الدبال إلى التربة المعدلة يحميها ويساعدها في الحفاظ على درجة حموضتها وموازنة الأس الهيدروجيني لها،^[٤]ومن ناحية أخرى، فإنّ لون الدبال الغامق يُساعد على امتصاص للحرارة وهو ما يعمل على تدفئة التربة.^[٥]

كيفية تحضير الدبال

فيما يأتي توضيح لخطوات القيام بذلك:^[٦]

1. حدد منطقة مظللة جافة بعيدة مسافةً كافيةً عن المنزل تجنباً للرائحة الكريهة، وضع فيها برميلاً أو حاويةً كبيرة الحجم.
2. ضع طبقة بسُمك 8 سم تقريباً من المواد الغنية بالكربون، مثل الأوراق أو القش أو التبن أو الأغصان أو نشارة الخشب أو شرائط الكرتون الصغيرة أو الورق المقطّع.
3. أضِف إلى البرميل النفايات العضوية أو بقايا الطعام، مثل الخضروات والفواكه، وأكياس الشاي، والجرائد، والورق المقوى، مع أهمية تجنب وضع منتجات الألبان بأنواعها، والمخبوزات، واللحوم، والمواد البلاستيكية، والمواد الصناعية.
4. أضف طبقة بسُمك 8 سم من الملش الزراعي بعد كل 20 سم من النفايات العضوية -المذكورة سابقاً-، مع الانتباه إلى ضرورة إضافة طبقة بسُمك 8 إلى 10 سم من نشارة الخشب أو القش أو قصاصات العشب أو أوراق الشجر بعد أول طبقة من النفايات العضوية التي تلي الملش الزراعي، وذلك لموازنة الكربون والنيتروجين.
5. باستخدام مجرفة، اقلب الكومة كل 3 أيام لتسريع عملية التحلل وتقليل انتشار الرائحة الكريهة.
6. عندما تلاحظ أنّ معظم الكومة قد تحوّل لونها إلى اللون الداكن، فيمكنك عندئذٍ استخدام هذه المادة ككمبوست في الحديقة، كما يُمكنك ترك الكومة لمدة أطول؛ تتراوح بين 6 إلى 12 شهرًا على الأقل، حتى تتحول المواد العضوية إلى دبال، ويُذكر أنّه كلما طالت مدة تحلل المواد العضوية كلما كان الدبال غنياً ومفيداً أكثر.