الزراعة في مصر القديمة

اعتمد ازدهار إمبراطورية مصر القديمة على الزراعة، إذ امتلكت ثروة زراعية كبرى لاحتوائها على نهر النيل المعطاء بين أراضيها، فدائمًا كانت ثروات مصر الزراعية في ازدياد مستمر، مما ساهم في بناء الحضارة الفرعونية العظيمة، والقصور والعمران، والأهرام المذهلة، إضافةً إلى جهود عُمّال المدن، وزارعي الحقول، كما كانت أراضي مصر الزراعية مميزة بسبب سهولة الزراعة فيها، فكان وجود نهر النيل وفيضه يقلل جهد العمال في جني الثمار؛ لأن نهر النيل عندما يفيض من نفسه كان يروي الحقول، ثم ينحسر فيرمي المزارع البذور في حقوله، ثم ينتظر حتى موعد الحصاد، ثم يجمع محصوله بكل سهولة.[١]


أسباب ازدهار الزراعة في مصر القديمة

تحتوي الجمهورية العربية المصرية على عدة مميزات جعلتها منذ القدم من أبرز البقع التي تحتوي على أراضي زراعية خصبة حول العالم، وأبرز هذه الميزات هي:[٢][١]

  • احتواء مصر على نهر النيل، والذي كان يغمر التربة بالمياه في الفيضانات السنوية، الأمر الذي حافظ على رطوبة التربة وجعلها غنية بالمغذيات المناسبة، لما يقدمه من طمي خصّب الأرض طبيعيًا.
  • قدرة نهر النيل على إكرام المزارعين بكميات كبيرة من السمك، فأثناء فيضانه كان يسقي الأراضي الزراعية وأيضا يحمل معه كميات كبيرة من الأسماك، وبالتالي كان المزارع نفسه يصطاد السمك.
  • اعتبار الزراعة في مصر المهنة الأساسية التي يمتنهنا معظم المواطنين.
  • بساطة عملية الزراعة؛ بسبب وجود نهر النيل، إضافةً إلى إدخال الحيوانات التي كانت تساعد في حراثة الأرض وزراعة البذور في التربة، كالثيران التي تجرّ أجهزة المحراث.


أبرز محاصيل مصر القديمة

يُنسب إلى المصريين في أنهم من أوائل المجتمعات التي مارست الزراعة على نطاق واسع، والتي كان لها الأثر الواضح في بناء حضارتهم وازدهارها، إذ طوّروا أساليب جديدة في الري، وابتكروا ممارسات زراعية مختلفة، مما منحهم المحاصيل الغذائية الأساسية، وخاصةً الحبوب، مثل؛ القمح، والشعير، والعدس، والفول، والحمص، وغيرها، والمحاصيل الجذرية، مثل؛ البصل، والثوم، والفجل، والمحاصيل الصناعية، مثل؛ الكتان، والبردي، ومن جانب آخر، طوّر المصريون أساليب تسميد للبساتين البعيدة عن نهر النيل بسماد الحمام، وكانت هذه البساتين تحوي مختلف الخضراوات، مثل الخس، والبقدونس، وأنواع الفاكهة المتنوعة.[٣]


إجراءات فراعنة مصر لزيادة مساحة الأراضي الزراعية

حاول الفراعنة زيادة نسبة الأراضي الزراعية بحسب أفكارهم واطلاعهم على الوضع العام، وإليكم أبرز الفراعنة الذين حاولوا زيادة مساحة الأراضي الزراعية:

  • حاول الفرعون "مينا" زيادة الأراضي الزراعية عن طريق تحويل مجرى النيل إلى الشرق، وتجفيف الجزء الغربي من النيل وأراضي البرك والمستنقعات في منطقة ميت رهينة بمركز البدرشين بالجيزة.
  • قام الفرعون "مينا" أيضا ببناء العاصمة "منف" وزرع الأراضي التي حولها لزيادة مساحة الأراضي المزروعة.
  • جاء الفرعون "أخناتون" بعد فترة، وحاول زيادة مساحة الأراضي الزراعية من خلال نقل العاصمة من منطقة الطيبة إلى تل العمارنة.
  • قام الفرعون "أخناتون" باستقطاع أراضٍ من أطراف المدن، وقام بتوزيعها على من يرغب في استصلاحها وزراعتها أو تقديمها إلى الجنود لزراعتها، ولم تُفرض عليها الضرائب إلا بعد إنتاجها، في سبيل زيادة مساحة الأراضي الزراعية وتشجيع المواطنين على الزراعة.
  • أظهر الفرعون "رمسيس الثاني" اهتمامه الشديد بالزراعة، فحاول إحاطة العاصمة شرق دلتا بمساحات واسعة من الحدائق المليئة بأشجار الفاكهة إلى جانب حقول القمح والخضار، وكانت بها قنوات وأحواض ماء لا حصر لها مملوءة بالأسماك.
  • وصلت مساحة الأراضي الزراعية إلى 35 كيلو متر مربع في عهد الفرعون "رمسيس الثالث"، الذي أظهر اهتمامًا واضحًا في الزراعة أثناء حكمه.


الزراعة ما بعد عصر مصر القديمة

تناقص الاهتمام في الزراعة والاعتماد عليها بشكل واضح في العصر الروماني الذي يتلو عصر الفراعنة، وتقلّصت مساحة الأراضي الزراعية في عصرهم؛ بسبب هجر الفلاحين لأراضيهم وقراهم وبسبب الضرائب العالية التي فُرضت عليهم، إلا أنه تم الاستمرار على استخدام تقنيات الزراعة والري المصرية المبتكرة من قِبل ثقافات اليونان وروما.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب "Ancient Egyptian Agriculture", FAO, Retrieved 19/6/2022. Edited.
  2. "Nile Valley", historymuseum. Edited.
  3. ^ أ ب "Ancient Egyptian Agriculture", worldhistory. Edited.