فوائد الزراعة العضوية

تتنوع الطرق الزراعية التي يستخدمها المزارع للحصول على ثمار من المحاصيل بأفضل جودة ممكنة، كما يلجأ المزارعون كذلك لأكثر الطرق التي تساعدهم بشكل عملي وتراعي المستوى الاقتصادي الذي يملكونه، وتسهم في المحافظة على البيئة والتقليل من أخطار التلوث قدر الإمكان، ومن أشهر هذه الطرق التي تستخدم هي الزراعة العضوية التي أثبت فاعليتها في استخدامها كواحدة من أفضل الطرق الزراعية المتاحة للمزارعين.^[١]

ما هي الزراعة العضوية؟

الزراعة العضوية هي إحدى طرق الزراعة التي يتم فيها استخدام الطرق والمواد الطبيعية في الزراعة من أجل الحفاظ على خصوبة التربة وتقليل آثار الملوثات الكيمائية الناتجة عن استخدام المواد الكيميائية لفترات طويلة، ويتم تجنب استخدام أي مواد كيميائية مثل الأسمدة والمبيدات الحشرية، كما يتم تجنب أي تعديل وراثي على المحاصيل الزراعية، ويتم تركها تنمو بشكل طبيعي، حيث يعد المبدأ الرئيسي للزراعة العضوية هو استخدام كل المواد الطبيعية في العناصر، مثل استخدام الأسمدة العضوية والتي تصنع من مخلفات الحيوانات، أو النفايات العضوية، كبديل رئيسي للأسمدة الكيميائية، بالإضافة إلى ذلك، يتم تقليل استخدام المبيدات الحشرية عن طريق إزالة الأعشاب الضارة من حول المحاصيل وتقليمها بشكل مستمر.^[٢]

ما هي فوائد الزراعة العضوية؟

الفوائد الصحية للزراعة العضوية

يوجد العديد من الفوائد الصحية للزراعة العضوية ومنها:^[٣]

• تسهم الزراعة العضوية وطرق استخدامها في الحفاظ على صحة الفلاحين، حيث أن استخدام المواد الكيميائية والمبيدات الحشرية يزيد من عرضة إصابة الفلاحين بالامراص نتيجة التعرض المستمر للملوثات السامة.
• تعتبر المحاصيل التي تنمو من الزراعة ذات جودة وصحية مقارنة بالمحاصيل التي يستخدم العديد من المواد الكيميائية في أثناء زراعتها، أو التي يتم تهجينها بالهندسة الوراثية، حيث أن استخدام المواد الكيميائية في الزراعة بشكل مبالغ قد يضر بالمحاصيل وفي صحة الإنسان عند تناولها.
• يعتبر النظام الغذائي المقدم للأطفال والذي يحتوي على ثمار من محاصيل الزراعة العضوية هو الأفضل، ويصنّف على أنه أفضل خيار للأطفال في أعمار مبكرة، حيث يعتبر تناول الأطعمة التي تمت زراعتها بإضافة المواد الكيميائية إليها خطراً على صحة الأطفال؛ لأن الأطفال أكثر عرضة للتأثر بالمواد الكيميائية السامة التي تحتويه بعض المحاصيل.
• تعتبر المنتجات الحيوانية التي تستهلك المواد العضوية صحية أكثر، فهي مفيدة لصحة الحيوان الذي يتناولها بعيداً عن العديد من الأصناف الصناعية التي تؤثر على صحة الحيوان الذي تتم تربيته في المزارع، والذي يؤثر بدوره لاحقاً على صحة الإنسان في حال تناوله لحومه.

الفوائد البيئية للزراعة العضوية

للزراعة العضوية العديد من الفوائد التي تعود على البيئة بشكل إيجابي ومنها ما يلي:^[٤][٥]

• تساعد الزراعة العضوية على تقليل تلوث المياه الجوفية والأنهار السطحية بمخلفات المواد الكيميائية، وذلك لاستعمال الأسمدة الطبيعية فيها الخالية من التركيبات الكيميائية كليًا.
• يساعد السماد العضوي على تحسين التربة الجافة وجعلها خصبة وقابلة للزراعة مرة أخرى، ويعتبر أكثر فائدة من الأسمدة الكيميائية التي تضعف، وتقلل من جودة التربة مع مرور الزمن.
• تعتبر الزراعة العضوية واحدة من أهم الحلول للحفاظ على بيئة نظيفة وخالية من الملوثات، وتعتبر واحدة من الطرق الزراعية الصديقة للبيئة، كما تعتبر من الحلول التي تسهم بشكل كبير في حل مشكلة الاحتباس الحراري.
• تساعد الزراعة العضوية على الحد من نمو الطحالب في بعض المناطق الزراعية الذي يكون سببه في الأغلب جريان المواد الكيميائية التي توفر بيئة لنمو أنواع من الطحالب الضارة لبعض المحاصيل.

كيف يتم تطبيق الزراعة العضوية؟

أصبحت الزراعة العضوية ضرورية في وقتنا الحالي، حيث أن المبيدات والمواد الكيميائية التي تتخزن في الفاكهة والخضراوات التي يتناولها الجميع، ظهرت أضرارها على شكل انتشار الأمراض المزمنة، لذا فإن الزراعة العضوية هي السبيل الأفضل في التخلص من التلوث، والحصول على محصول دائم، وتتنوع الطرق التي تُستخدم بها الزراعة العضوية، ومن هذه الطرق ما يلي:^[٦]

زراعة متنوع المحاصيل الزراعية

أصبح من الشائع زراعة أكثر من نوع من أنواع المحاصيل في الأراضي الزراعية، حيث كان المزارعون في القدم يقومون بزراعة نوع واحد فقط من المحاصيل، وقد حدثت هذه الزيادة بعد زيادة الطلب على المحاصيل الزراعية، وتطور الطرق الزراعية التي سهلت عملية زراعة العديد من المحاصيل لتلبية حاجة الطلب المتزايد على المحاصيل الزراعية.

استخدام الأسمدة العضوية الطبيعية

تستهلك المحاصيل الزراعية العديد من العناصر الغذائية الطبيعية الموجودة في التربة أثناء نموها؛ مما يجعل التربة فقيرة بالعناصر، وغير خصبة مع الوقت، ولهذا يتم استخدام الأسمدة العضوية بانتظام للمحافظة على التربة خصبة وغنية بالعناصر الغذائية وقابلة الزراعة، حيث تلعب البكتيريا في روث ومخلفات الحيوانات التي يتم استخدامها كسماد طبيعي دوراً مهمًا في زيادة المغذيات في التربة.

إزالة الحشائش والأعشاب الضارة غير المرغوب بها

تعد عملية إزالة الحشائش أو أي أعشاب ضارة من الخطوات الضرورية قبل البدء بالزراعة، حيث تساعد إزالتها على تقليل وجود الحشرات وتوفر مكان للزراعة، كما تتم إزالة الحشائش باستخدام طرق تقليدية، ويتم التقليل منها قدر المستطاع في الزراعة العضوية، ويتجنب المزارعون قدر الإمكان استخدام المبيدات الحشرية أو المواد الكيمائية أثناء إزالة الحشائش التي تطرد الحشرات المؤذية للمحاصيل الزراعية.

التحكم في وجود حيوانات أو كائنات مضرة بالمحاصيل

توجد بعض أنواع الحشرات أو القوارض التي تعتبر مضرة جداً بالمحاصيل، وقد تدمر أو تتلف محاصيل بأكملها في حال لم يتم التخلص منها قبل الزراعة، لذا يجب أن يقوم المزارعون بتنظيف المزارع بشكل كامل قبل البدء بالزراعة باستخدام الأدوات المناسبة أو بعض أنواع المبيدات التي تحتوي على أقل درجة من المواد الكيميائية.

الاستفادة من الثروة الحيوانية

يحتاج العديد من المزارعين إلى استخدام الحيوانات في بعض الأمور المتعلقة بأعمال الزراعة اليدوية وإلى تربيتها، كما يتم الاستفادة من مخلفات بعضها كسماد طبيعي، لذا من المنطقي أنه كلما زاد استخدام طرق الزراعة العضوية والاعتماد على الحيوانات فيها، زاد الإقبال على تربية الحيوانات، وبالتالي سيؤدي هذا إلى ارتفاع في نسبة الثروة الحيوانية.

تجنب التعديلات الوراثية على المحاصيل

يحرص المزارعون الذين يستخدمون الزراعة العضوية على تجنب أية تعديلات تستخدم فيها الهندسة الوراثية لتهجين أو تعديل المحاصيل، باستخدام أي طرق كيميائية أو جينية، حيث يفضّل المزارعون الذين يتبعون طرق الزراعة العضوية زراعة المحاصيل بشكل طبيعي دون أي تدخل متعلق بالهندسة الوراثية بالنباتات.