كيف تزرع الثوم: كل ما يهمك وأكثر

يُعد الثوم من النباتات المُعمرة وهو من عائلة الأمارلس، إذ يُزرع بكثرة من أجل نكهته اللذيذة ورائحته القوية وطعمه اللاذع لكنه لا يُؤكل نيئًا، ويدخل في تحضير العديد من الأطباق، وتنتشر نبتة الثوم في العديد من الدول مثل آسيا الوسطى وجنوب فرنسا وإيطاليا، يصل طول النبتة حتى 60 سم، وبصلتها مُغطاة بطبقة والبصلات الصالحة للأكل تُسمى بالقرنفلات، أما أزهارها فتكون عند تفتُحها ذات لون أخضر وأبيض ووردي، وتمتاز بأنّها محصول سنوي ينتشر عن طريق زراعة الفصوص أو البُصيلات العلوية أو البذور.^[١]

طرق زراعة الثوم

زراعة الثوم في الخريف

في هذه الطريقة يتم زراعة الثوم في مُنتصف فصل الخريف ويجب أن يكون المكان المُراد الزراعة به مكان مُشمسًا، والتربة ذات تصريف جيد، إذ تُغرس النبتة حتى عُمق 10-15 سم، ولا بد من المباعدة بين الصفوف بمسافة تُقدر بـ 2.5 سم أو 5 سم حسب مساحة المنطقة، ثم تُغطى بما يصل إلى 5 سم من التربة الناعمة فوق التربة الأساسية، ولأنّ الزراعة تتم في فصل الخريف؛ توضع طبقة من الغطاء الواقي كالنشارة لحمايتها من البرد، وفي هذه الطريقة يبدأ الثوم بالنمو في أواخر الخريف أو في أوائل الربيع.^[٢]

زراعة الثوم في الربيع

تتم آلية زراعة الثوم في فصل الربيع مثل الزراعة في فصل الخريف بنفس التقنية، لكن في هذه الطريقة يختلف اختيار الطقس المُناسب للزراعة، ويكون في وقت مُبكر من فصل الربيع، فقبل البدء تُهيأ التربة، ويجب تقليل طبقة التغطية نظرًا للارتفاع البسيط في درجات الحرارة.^[٣]

عوامل تُساعد على نمو الثوم

يوجد عدد من العوامل التي تُساعد على نمو الثوم، ومنها:^[٤]

• يجب اختيار قطعة الأرض التي سيتم زراعة نبتة الثوم فيها بحيث تتعرض للشمس لمدة 6-8 ساعات يوميًا.
• يجب تحضير التربة جيدًا؛ بخلطها مع الأسمدة المناسبة، وإزالة الأعشاب الضارة.
• تُفضل زراعة نبات الثوم على ارتفاع مُعين عن سطح الأرض؛ لضمان التصريف الجيد، ثم وضع نشارة فوق سطح التربة؛ لحمايتها من التجمد.
• تجب زراعة الثوم بحيث يكون مُتباعدًا عن بعضه البعض، لنموه بشكٍل صحيحٍ.^[٥]

الأنواع الأنسب للزراعة المنزلية

توجد أصناف مُختلفة من الثوم وتختلف طبيعة زراعتها حسب ظروف المنطقة المُراد الزراعة بها، إذ إنّه هنالك أصناف يُفضل زراعتها وصنف يُفضل الابتعاد عنه، كالتالي:^[٦]

• الثوم ذو الرقبة السميكة Hardneck: يمتاز هذا النوع بتحمله للبرودة ولدرجات حرارة مُنخفضة، وينمو بطريقة تُحفز على ظهور الثمار على مسافة مُرتفعة عن سطح الأرض، وتنمو ثمار هذا الصنف بشكٍل دائري حول الساق، كما تكون الثمار صغيرة الحجم وعلى رأس الساق، وتوجد ثمار أُخرى تحت سطح الأرض.
• الثوم ذو الرقبة الرقيقة Softneck: تكون ساق هذا النوع بعد عملية الحصاد رقيقةً وطويلةً؛ لذلك يُخزن على شكل ضفائر مُجدلة، وهذا النوع هو الأقل مُقاومة لفصل الشتاء؛ لذلك يُزرع في المناطق الأكثر دفئًا، وتمتاز ثماره بحجمها الكبير وبنكهة قوية ولاذعة.
• الثوم ذو الرأس الكبير Great-headed: هذا النوع لا يُنصح بزراعته إذا أردنا الحصول على ثمار ذات مذاق قوي، إذ تمتاز ثماره بالطراوة والنكهة الأقرب إلى البصل منها إلى مذاق الثوم التقليدي.

ري الثوم

مواعيد الري

تُروى نبتة الثوم خلال أشهر الصيف المُعتدل وتبدأ من منتصف شهر مايو حتى نهاية شهر يونيو، وإذا كان هذان الشهران جافان تتم الزراعة حتى القدمين للنبتة الواحدة لمدة كل ثمانية حتى عشرة أيام، وعند نهاية شهر يونيو يُفضل تقليل كمية الري، ويتم عادةً إيقاف عملية الري تمامًا بعد توقف نبتة الثوم من إنتاج الأوراق؛ لأنّها بذلك تكون قد بدأت بإنتاج البصيلات.^[٧][٨]

طرق الري

يتم سقاية نبات الثوم مرة واحدة أسبوعيًا وذلك في حال عدم سقوط الأمطار لأنّ نبتة الثوم تُفضل المياه بكميات معقولة، وعند ارتفاع درجة الحرارة يُفضل تقليل كمية المياه تدريجيًا؛ لأنّ بصيلات الثوم تحتاج إلى طقس جاف وحار ليكتمل نموها.^[٩]

كميات الري

لا تُعد نبتة الثوم من النباتات التي تُفضل المياه بكثرة لكن في المُقابل لا يُفضل تعريضها للجفاف، لذا عند هبوط منسوب المياه عن 2.5 سم عن سطح الأرض يجب ريها.^[١٠]

معلومات أُخرى عن زراعة الثوم

كيفية استخلاص بذور الثوم وتهيئتها للزراعة

للمُحافظة على بذور نبتة الثوم قدر الإمكان يتم نقعهم في ماء فاتر قبل بدء النمو، إذ إنّ هذه الطريقة تُحاكي طريقة النمو في الجو الرطب، وهذا الأمر يسمح للرطوبة بالتخلل عبر طبقة البذور ثم الدخول لداخل البذرة، وبهذه الطريقة نُساعد البذرة على النمو وإنتاج البراعم جيدًا، وتمتاز نبتة الثوم بأنها تنمو من البُصيلات وليس من البذور، وإنّ الهدف الأساسي الذي يقوم المُزارعون بنقع بذور الثوم لأجله هو حماية البذور والبُصيلات قدر الإمكان من الآفات والأمراض الفطرية، بالإضافة إلى تزويدها بكمية كبيرة من المُغذيات والعناصر الغذائية الأساسية لمساعدتها في إتمام النمو السريع والقوي؛ لإنتاج ثمار سليمة وتتمتع بطعمٍ قوي.^[١١]

الأوقات الأنسب لزراعة الثوم

يزرع الثوم في فصل الخريف بين شهري سبتمبر ونوفمبر، إذ تبدأ الجذور بالنمو في فصلي الخريف والشتاء قبل تجمد التربة وفي فصل الربيع تبدأ الأوراق في النمو، إذ ينمو الثوم في درجات حرارة مُنخفضة تصل حتى 4.4 درجة مئوية ويأخذ مدة من 4- 8 أسابيع حتى تنمو، وللحصول على ثمار صغيرة تتم عملية الزراعة في بداية الربيع، مع مراعاة الابتعاد عن ارتفاع درجات الحرارة لأنّ الثوم لا يُناسبه ارتفاع درجات الحرارة.^[١٢]

خصائص التربة المُناسبة لزراعة الثوم

إنّ التربة المُناسبة لنمو الثوم هي التربة جيدة التصريف وعند تمتع التربة برطوبة عالية هذا سبب يؤدي إلى تزايد الأمراض بين النباتات، ففي الحالات التالية يُفضل العمل على رفع التربة وبالأخص في المناطق ذات الهطولات المُرتفعة، كما إنّ التربة يجب أنّ تكون ذات تصريف عالي، ويجب أنّ تكون متوسط حموضة التربة يتراوح بين 6-7.5، وإذا كانت التربة أقل من 6 يُفضل العمل على إضافة بعض الجير لها.^[١٣]

أسمدة تُحفز نمو الثوم

يُعد نبات الثوم من النباتات الثقيلة؛ أي إنه يحتاج إلى كمية كبيرة من المُغذيات الثقيلة، فهو يحتاج إلى كميات كبيرة من الأسمدة التي تحتوي على عنصر النيتروجين، ويتم عادةً التسميد في أوائل الربيع بسماد حبيبات يحتوي على روث الدجاج وعنصر النيتروجين، وبعد هذا السماد يُعاد التسميد مرةً أُخرى في أوائل شهر مايو وذلك عند بدء عملية نمو الصيلات وانتفاخها.^[١٤]

كيفية حصاد نبات الثوم

تبدأ نبتة الثوم بالنمو طوال فصلي الشتاء والربيع وتُصبح جاهزة للحصاد في يونيو ويوليو، ومن العلامات التي تدل على نضج نبتة الثوم وبأنّه حان وقت الحصاد، ما يأتي:^[١٥]

• عند اصفرار الأوراق وبدء تساقطها ويُفضل القيام بعملية الحصاد قبل سقوطها.
• قبل العمل على حصاد كافة المحصول يُفضل أخذ عينة من النبتة وقصها للوصول إلى الثمرة الداخلية، إذ يجب أن تكون ثمرة مُمتلئة ومُحاطة بغشاء ورقي وجاف وسميك.
• لا يتم ترك ثمرة الثوم لفترة طويلة حتى لا تُنتج ثمار ضعيفة، ولا يتم تركها لفترة طويلة حتى لا تُصاب بالأمراض.
• بعد عملية القطاف وفصل الثمار عن النبات الأُم يُفضل تركها فوق تربة نظيفة ومُعرضة لأشعة الشمس لتجف وذلك لمدة تتراوح لأسبوعين.

الأمراض التي قد تُصيب نبات الثوم وطرق علاجها

الأمراض

يوجد عدد من الأمراض التي تؤثر على نمو الثوم، ومن أهمها:^[١٦]

• الجذور البيضاء: هو مرض يصيب النبتة في فصل الشتاء عند انخفاض درجات الحرارة، ويُمكن أن تعيش هذه الفطريات لفترة طويلة داخل الجذور والسيقان.
• العفن الفطري أو تعفن البُصيلة: يُسبب هذا المرض تعفن الجذور السفلية للنبتة وذلك بسبب كثرة المياه وركودها.^[١٧]
• وايت روت: نوع من أنواع الأمراض الفطرية التي تُسبب تعفن جذع وجذور النباتات ثم تؤدي إلى الوفاة، ويجب الحذر من هذه الفطريات؛ لأنها تستمر في النمو لموسمين من الزراعة.^[١٨]

العلاج

يجب التحقق من أهم الأمور لحماية النبتة من الأمراض، وهو عدم تعرض التربة للرطوبة العالية، وذلك عن طريق الضغط على التربة بإزالة القش وفي حال كانت توجد كمية وافرة من المياه يجب إيقاف الري لمدة 2-3 أيام، كما يُمكن إزالة الأجزاء المُتضررة وتنظيف المنطقة بعد عملية الحصاد من أي فطريات.^[١٩][٢٠]

نصائح للعناية بالثوم

فيما يأتي بعض الأمور التي يجب اتباعها للمُحافظة على نبات الثوم:^[٢١]

• تجب إزالة نشارة الخشب في بداية الربيع؛ لأنّ البراعم الصغيرة للنبتة لا تنمو تحت النشارة.
• يُفضل قطع وإزالة أي براعم صغيرة تظهر قبل فصل الربيع، لكي تنمو باقي الثمار بالحجم المطلوب.
• الثوم نبات رائع مع أشجار الفاكهة والورد، لكنّ لا تُفضل زراعته مع الفاصولياء أو البازيلاء؛ لأنّه سيؤثر على عملية نموها.^[٢٢]
• يُمكن تخزين الثوم عند التأكد من جفافه كاملًا، وذلك بضمان جفاف الأوراق والساق والجذور، ويكون المكان مُظلمًا وجافًا.^[٢٣]
• كلما زاد جفاف نبتة الثوم زادت النكهة.^[٢٠]
• عند إعادة زراعة نبتة الثوم في الموسم المُقبل، تُفضل إزالة الثمار كبيرة الحجم والمُمتلئة لضمان نجاح الزراعة.^[٧]