يُعد الفول من المحاصيل الغنية بالبروتين، والتي يزرعها الأفراد عادةً للحصول عليها طازجةً ولاستخدامها في تحضير المأكولات المختلفة، وإلى جانب ذلك، فإنّ البعض يزرعها بهدف دعم التربة وتحسينها، وستتعرف في هذا المقال على أبرز فوائد زراعة الفول للتربة.
تثبيت النيتروجين
يُشير مصطلح تثبيت النيتروجين إلى العملية التي يتغير بها النيتروجين إلى شكل متاح ومفيد للنباتات، ويُشار إلى أنّ جميع النباتات تمتلك القدرة على امتصاص النيتروجين، ومع ذلك، فإنّ عائلة البقوليات - والتي ينتمي إليها الفول- لديها قدرةً عاليةً على امتصاص النيتروجين من الهواء وتثبيته في التربة، إذ يتم ذلك من خلال بكتيريا خاصة تستعمر جذور البقوليات، وتشكّل عُقداً صغيرةً تسحب النيتروجين بكميات كبيرة.[١]
ويُذكر أنّ الكميات التي تسحبها هذه البكتيريا تكون أكثر من حاجة النبات في العادة؛ ممّا يدفع النبات لتخزين الفائض منها، وعند موت النبات، فإنّ النيتروجين يُطلق في التربة بكميات كبيرة وهو ما يُساهم في دعم نمو النباتات الأخرى، حيث يستخدم النبات النيتروجين لتصنيع الأحماض الأمينية والنووية والبروتينات وغير ذلك من المواد الداعمة لنموه.[١]
تجدر الإشارة إلى أنّ المزارعين عادةً ما يلجأون إلى إضافة الأسمدة النيتروجينية الصناعية لتزويد النباتات بالنيتروجين بكميات كبيرة، ولكنّ زراعة الفول والبقوليات توفّر النيتروجين بشكل طبيعي دون إيذاء النبات أو البيئة بالملوثات الصناعية،[١]ومن ناحية أخرى، فإنّ بعض المزارعين يلجأون لزراعة الفول كمحصول شتوي لتغذية التربة وتهيئتها للزراعة الربيعية، أو في تناوب المحاصيل الزراعية، فيما يلجأ البعض الآخر لزراعته بجانب بعض المحاصيل مثل؛ البراسيكا والخس والبطاطا، لمساعدتها على الإنبات.[٢]
جذب الملقحات
يُعتبر الفول ذاتي التخصيب، ولا يحتاج إلى ملقحات كالنحل أو الحشرات لإتمام عملية التلقيح، ومع ذلك فقد أظهرت بعض الدراسات أنّ النحل وبعض الملقحات الحشرية تنجذب إلى أزهار الفول للحصول على الرحيق، ويُشار إلى أنّ زراعة الفول في الخريف يُساهم في توفير الرحيق في وقت مبكر من العام، خاصةً إذا كانت المنطقة الزراعية تحوي خيارات زراعية قليلة للملقحات.[٢]
توفير السماد الأخضر
يُعد السماد الأخضر (بالإنجليزية: Green Manure) أحد أنواع المغذيات النباتية التي تعمل كسماد عضوي في التربة، حيث تتمثّل وظيفته في إضافة العناصر الغذائية إلى التربة، والحد من نمو الأعشاب الضارة، ومنع تآكل التربة، وهو ما يوفر حمايةً للتربة وتهيئةً لها، حتى يحين وقت البذر من جديد.[٣]
تجدر الإشارة إلى أنّه ولزراعة الفول كسماد أخضر، فإنّه يجب اتباع الخطوات الآتية:[٣]
- انثر بذور الفول في التربة عندما تُحصد النباتات الصيفية، وتكون أحواض الحديقة فارغةً تماماً، ويُذكر أنّ التباعد بين البذور لا يُعد مهماً؛ لأنّ الهدف هو الحصول على السماد لا زراعة الفول.
- اترك بذور الفول حتى تنبت، مع أهمية الحفاظ على الفراش خاليًا من الأعشاب إلى الوقت الذي تبدأ فيه البذور بالإنبات.
- اترك المحصول في فصل الشتاء، وعندما تنوي زراعة شتلات جديدة أو زراعة بذور في الأحواض؛ قم بقص شتلات الفول مع مستوى التربة واتركها لمدة يوم أو يومين لتذبل، ويُذكر أنّه يجب القيام بذلك قبل 6 أسابيع من موعد زراعة الشتلات أو البذور الجديدة.
- احفر حفرةً بعمق 25-30 سم على الأقل، ثم ضع الشتلة الجديدة، ويُشار إلى أنّ بقايا شتلات الفول ستتعفن في مكانها، مما يمنح الشتلات الجديدة بدايةً رائعةً وقويةً.
المراجع
- ^ أ ب ت "Fava beans and their nitrogen fixing properties", honestbean, 29/3/2022, Retrieved 26/4/2023. Edited.
- ^ أ ب Elizabeth Waddington (1/4/2020), "How To Grow High Yielding Fava Bean (Broad Bean) Plants", ruralsprout, Retrieved 26/4/2023. Edited.
- ^ أ ب "Broad Beans: The Often Overlooked Legume", the seed collection, 16/7/2020, Retrieved 26/4/2023. Edited.